أخوتهم الفلسطينيّين، ولكن يبقى الفرق الشاسع بين حال البلدين إذ أن سوريا غير محتلة باستثناء هضبة الجولان.. والسوريون، نظاماً وشعباً، أدرى بمصالحهم ويتدبّرون أنفسهم بأنفسهم.. ولنتدبّر نحن شؤوننا بأنفسنا!!!
ها هي دول القرار العظمى ما زالت تقرّر مصير الشعب الفلسطيني عنه، وباسمه، منذ ١٩٤٨ إلى اليوم..
لماذا؟!
من المسؤول؟! نحن الشعب اللبناني؟! الشعوب العربيّة؟
القرار السياسي اللبناني لا بد من أن يدوّي صوته من بيروت “أم الشرائع” العاصمة العاصية.. ويخترق آذان المجتمع الدولي برّمته!
هل هذا صعب؟ مستحيل؟ حلم؟!
بالطبع لا!!!
فليُسمِعنا ساستُنا رعد صوتهم.. حتى ولو أننا نظلّ نشكو من فقداننا لرجال دولة في لبنان ومن سيطرة عصابة على معاقل السّلطة..
وَليَفْهَم أعضاء العصابة هذه أن واحدهم ينهش الآخر حتى يفنيه.. إلا أن لبنان الذي نحب وندافع عنه، وعلى رأسنا جيشنا اللبناني البطل ذي العقيدة الوطنية الراسخة، ونبشّر به منارةً إنسانيّةً حضاريّةً، وسط هذا الظلام، سيبقى الوطن والكيان والهوية والتراث والرسالة، وسيظلّ أكبر من كل من استنزفه في غفلة من الزمن ويستنزفه اليوم مُنفّذاً فصلاً إضافياً من فصول المؤامرة القديمة المحاكة في الخارج، المنفَّذة عبر زمرة عملاء خونة..
ها هي قبور الظالمين والمظلومين شاهدة.. وكلّ من يحاول المساس بقدسيّة هذا اللبنان فإن مصيره الفناء والزوال، كائناً من يكن.. لا محالة!
جلّ ما يجب فعله لبنانياً وبدعم وقرار إقليميّ وأمميّ هو إفراغ المخيّمات الفلسطينية وتحريض الفلسطينيين اللاجئين على أرضنا لاجتياز الشّريط الحدودي لتحرير أرضهم المحتلّة من أرضهم وليس من أرض جنوبي لبنان، أو أي مكان من لبنان، حيث يسرحون ويمرحون من دون حسيب ولا رقيب ولا مانع ولا رادع.. وقد آن أوان المنع والردع ورفع الصوت اللبناني المسؤول عالياً إذ كفانا.. كفانا.. كفانا!!!
في عيد قيامتك المجيدة، نطلب منك أيّها الرب يسوع، مخلّصنا وفادي البشرية جمعاء، أيّها المنتصر على الموت بقوة صليبك الظافر، أن تساعدنا بدحرجة الصّخرة عن باب قبر لبنان “وقف الله” على الأرض، بعد جلجلة وصلب وموت، كما أنت فعلت أيّها القدّوس، فتخرجه من ظلمة الدّيجور إلى فضاء النور، وتريح اخوتنا الفلسطينيين وتنصرهم على أعدائهم وتريحنا وتنصرنا على أعدائنا.. وهكذا نبسط سيادة دولتنا على كل جغرافيا وطننا حيث لا يعلو أي سلاح فوق سلاح جيشنا اللبناني وكلّ قوانا العسكريّة المسلّحة التي تحمي الحدود وتذود عن حياض الوطن بفيء أرزة الرّب الخالدة التي تتوّسط علمنا، وهي التي نضع في مجسّمات لها ذخائر قدّيسينا نرفعها على مذابح كنائسنا التي ستظلّ أجراسها تقرع وعطر بخورها ينتشر منها، يرتفع مع الصّلوات والترانيم من كلّ قداس، من قلب كلّ قلب مؤمن، من قلب لبنان إلى قلب الله.
نجّنا ربّي من أعداء الداخل وهم أفظع خطراً علينا من أعداء الخارج !
لك أيّها القدّوس المجد والإكرام من الآن وإلى الأبد!
آمين!