شهدت منطقة جونية، اليوم، حادثة جديدة في إطار سلسلة الحوادث المتكرّرة المرتبطة برياضة الطيران الشراعي، بعدما اصطدم طيار شراعي، كان يقلّ أحد الركاب، بالجدار المحاذي لمدرج الهبوط أثناء عملية النزول، ما تسبب بإصابة الاثنين بجروح بالغة استدعت نقلهما فوراً بواسطة فرق الإسعاف إلى المستشفى.
وبحسب معلومات “ليبانون ديبايت”، فإن الشخص الذي كان يقود الطائرة الشراعية ليس مدرباً أو مؤهلاً رسمياً للقيام بالطيران، وينتمي إلى أحد أكبر مكاتب الطيران الشراعي في جونية، والذي يضم أكثر من 10 طيارين تجمعهم صلات قرابة، ما يطرح علامات استفهام إضافية حول مدى التزام هذه المكاتب بالمعايير الدولية للتدريب والسلامة.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي بعد سلسلة من الحوادث التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، كان آخرها في أيار 2025 حين فقد شاب حياته إثر سقوطه بطريقة مأساوية أثناء ممارسة الطيران الشراعي. كما شهد نيسان الماضي حادثاً خطيراً نجا منه شابان بأعجوبة بعدما سقطت طائرتهما في المياه قبالة المدرج.
عقب تلك الحوادث، كانت قوى الأمن الداخلي قد أغلقت مدرج الطيران الشراعي في جونية بالشمع الأحمر بناءً على إشارة النيابة العامة المالية، ومنعت ممارسة هذه الرياضة إلى حين البت بالملف قضائياً، لكن الممارسات عادت من جديد بشكل غير منظّم، ما يطرح تساؤلات عن سبب غياب الرقابة واستمرار هذه الأنشطة رغم المخاطر.
وتتجه الأنظار نحو وزارة الشباب والرياضة التي تُتهم بالتقاعس عن وضع وتنفيذ شروط فنية صارمة لإعطاء التراخيص، ما يتيح لأي شخص انتحال صفة طيار شراعي محترف من دون حيازة شهادات تدريبية معترف بها من منظمات دولية. فإلى متى ستبقى حياة المواطنين عرضة للخطر في غياب المحاسبة والرقابة؟ وهل تتحول هذه الرياضة إلى نشاط تجاري يغلّب الأرباح على سلامة الأرواح؟