موقف من موقف
بعض المحلّلين والكتّاب السياسيين يطلّون على اللبنانيين بين الحين والآخر ويطلقون مجموعة أفكار لا تمتّ إلى الواقع السياسي بصلة، ومن النقاط التي تم التطرّق إليها في الآونة الأخيرة دور الأحزاب في الحياة السياسية وتحديدًا في تشكيل الحكومة الأخيرة.
وعليه، نؤكد مرّة من جديد أن لا ديمقراطيات في العالم من دون أحزاب سياسية، وإذا كانت تجربة بعض الأحزاب السياسية في العقود المنصرمة فاشلة في لبنان، فهذا لا يعني أن الأحزاب السياسية كلّها هي كذلك، وبخاصة أن حزبًا كحزب القوات اللبنانية هو حاضر مع ما يختزنه من مسار نضاليّ وتجربة مشرّفة في الحكم وفي تولي الحقائب الوزارية تحديدًا هي تجربة لا غبار عليها، لا بل كانت ناجحة في مراحلها كلها ونظيفة خالية من كل شبهات الفساد السياسي والمالي.
وفي مجال آخر، تداول بعضهم فكرة مفادها انّه بمجرّد أن اختارت القوات اللبنانية وزراء في هذه الحكومة يعني أنّها دخلت في المحاصصة، وبالتالي نؤكد أن الأمر الطبيعي والبديهي أن تتمثّل في الحكومة الأحزاب السياسية التي انتخبت رئيس الجمهورية ودعمت الرئيس المكلّف في التكليف وساندته في التأليف وهدفها نجاح حكومة العهد الأولى، وبخاصة إذا كان الحزب السياسي هو حزب القوات اللبنانية، صاحب التجربة المميزة في الحكم اللبناني لا كبعض الأحزاب الأخرى الفاشلة في التجربة والدور.
إن مشاركة “القوات” ومساهمتها في نهضة لبنان وإعادة بناء الدولة من خلال الحكومة هو أمر طبيعي ومهمّ لما قد تحمله “القوات” وستحمله من إرادة صلبة في البناء والتقدّم والاستقامة السياسية التي تحتاجها المؤسسات الشرعية في لبنان أكثر من أي يوم مضى.
